على خطى الثوار إلى بروكسل:عبده النقيب

على خطى الثوار إلى بروكسل



عبده النقيب


يتأهب أبناء في الخارج لعقد لقائهم التشاوري في بروكسل نهاية هذا الأسبوع تتويجا لحوارات ونقاشات مكثفة شملت عدد غير قليل من أبناء الجنوب في الخارج كله. يعد هذا اللقاء محطة هامة في مسيرة الثورة الجنوبية كأول تظاهرة كبرى تعقد في الخارج منذ سقوط الجنوب في قبضة الاحتلال اليمني العسكري والقبلي المتخلف في حرب صيف 1994م بما يمثله من اهمية قصوى كونه يأتي تتويجا لعدد كبير من الإنجازات الهامة التي حققتها الثورة وانجزها شعبنا في مسيرته التحررية وفي معركته من اجل الاستقلال واستعادة الدولة والحفاظ على هويته الجنوبية العربية.
سيذهب الحشد الجنوبي الجامح إلى بروكسل ليقول كلمة الفصل في هذا المنعطف التاريخي الذي تمر به ثورتنا وشعبنا وفي هذه اللحظات الاستثنائية التي تحاول فيه قوى الاحتلال بمختلف اشكالها العسكرية والأمنية مجتمعة مع الأحزاب السياسية اليمنية إجهاض الثورة واعاقة تقدم مسيرتها.
إن لقاء بروكسل ليس البداية ولن يكون النهاية لكنه محطة تؤسس المدماك القوي والمتين والقاعدة للانطلاقة السليمة والقوية التي توصلنا إلى الهدف الرئيس مهما كانت الصعاب وهو تجسيدا لحضور الخارج الجنوبي الهام في ميدان النضال التحرري وتأكيدا على اهمية الدور الذي يلعبه في معركة شعبنا لمواجهة الاحتلال وعملائه.
إن الترابط الجدلي بين الداخل والخارج مسألة يجب ان لا تغيب عن بال المناضلين فعلى الرغم من الخذلان والتجاهل الذي لاقته قضية شعبنا في الجنوب العربي من قبل الدول الإقليمية والمجتمع الدولي ومؤسساته السياسية والإعلامية إلا أن تكاتف وتلاحم الصف الجنوبي في الخارج والالتفاف حول الثورة في الجنوب ودعمها سياسيا وإعلاميا وماليا يعد أمرا بالغ الأهمية ساهم بقوة في احباط الكثير من المؤامرات وسيعزز دور الداخل في فرض حضور قضية شعبنا على الكل وسيقطع الطريق امام كل مشاريع الاحتلال التي تعمل هنا وهناك عبر آلية الاحتلال المباشرة او بالوكالة ما ظهر منها وما بطن بما فيها تلك التي تلبس عباءة الثورية وعمائم الورع والتقوى الوطنية.
لن يغيب عن الثوار في لقاء بروكسل ضرورة تحديد دور الخارج بدقة دون تجاوز بعيدا عن التفكير في ممارسة أي شكل من اشكال الوصاية على الثورة في الداخل ودون مصادرة لحق شعبنا صاحب القرار الأول والأخير وهذا ما فعلته النخبة التي حاورت وحضّرت وبلورت الأوراق التي ستقدم امام هذا اللقاء لمناقشتها وتحديد المهام المنتصبة امام قوى الثورة في الخارج سواءا في استنهاض الثورة او في دعمها سياسيا وماليا وإعلاميا هذا من جهة ومن جهة أخرى في ايجاد الآلية الفعالية القادرة على تحشيد ابناء الجنوب في الخارج وجمع شتاتهم وتفعيل دورهم في عرض القضية الجنوبية لدى الراي العام الخارجي ومؤسساته الرسمية والغير رسمية بشكل واضح وموحد.
لم يأت لقاء بروكسل بقرار من احد او خدمة لمصالح شخصية او حزبية انانية ضيقة ولن يكون في خدمة أي قوى اواي دولة , بل ان هذا الزخم والإجماع والحماس الجنوبي العارم للذهاب نحو لقاء بروكسل والإصرار الجماعي بأنه يجب ان يؤسس لعمل كبير وحاسم هو تأكيدا على حقيقة ساطعة انه جاء تعبيرا عن رغبة ابناء الجنوب وعن استشعارهم بأهمية دورهم والواجب الملقي على عواتقهم وهو ثمرة لجهود مضنية وكبيرة لأبناء الجنوب الأحرار على مدار سبع سنوات متواصلة من العمل السياسي والإعلامي والميداني في مختلف البلدان في بريطانيا وامريكا وفي بقية الدولة الأوروبية و دول مجلس التعاون الخليجي.
كما إن هذا النجاح الساحق الذي تخلل مرحلة التحضير المكثف لهذا اللقاء ينبع من تأكيد الحضور الكاسح للشباب في كل التفاصيل بعد ان حسموا امرهم وأمسكوا بزمام المبادرة ثم قالوا الكلمة الفصل بعيدا عن صراعات الماضي والحسابات الأنانية الضيقة وبعيدا عن هيمنة الماضي وإرثه المثقل بثقافة التطرف والصراعات الدموية الناتجة عن فكر التسلط والعنف وإقصاء الآخر .
نحو بروكسل تشرئب الأعناق الجنوبية وتتطلع لوضع قاعدة الانطلاقة الثورية للوثوب نحو الاستقلال والحرية.ونحو بروكسل ترنو الأفئدة حاملة في حناياهها اطياف الشهداء وانين الاسرى والجرحى والمعتقلين الجنوبيين وعذابات الجنوبي المسفوكة حقوقه والمنتهكة أدميته.
إليك ياوطني نهفو ونزحف من كل بلدن الشتات فلن توهنا إنكسارة البعض ولن ترهقنا طول المسافات, ولن تربكنا الصوات النشاز, ولن يثنينا تردد البعض, ولن يعلو انينا من الم الجراح المثخنة بالغدر والعار. لقد عقدنا العزم ان نعانق الحرية ونزرع الورود والسنابل في حقولك كي تكسوك جمالا وكي تستريح على خمائلك ارواح الشهداء الهائمة بين جبالك ومدنك. أيا وطن يتاجر به النخاسون عديمي الضمائر والمروءة, نموت في وجدك هياما.. أنت المبتدأ وانت المنتهى.. بك نعيش ونفنى. إليك نشد الرحال في صلاتنا وسجودنا قداسة ورهبة. وفي بروكسل يلتقي الثوار وفاءا للوطن والثورة ودماء الشهداء. فليصمت نعيق الغربان .. وليعلو صوت الثورة.صوت الحرية والكرامة والاستقلال داخل وخارج الوطن.

سكرتير دائرة الإعلام
التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج

الجنوب العربي