منقول :ابو عهد الشعيبي حذاري من الفيدرالية .. إنها الفتنة !

طوال الايام الماضية كنت ممن تابعوا باهتمام ترتيبات وتحركات لقاء القاهرة الجنوبي , كان بالفعل حدث مهم من وجهة نظري بغض النظر عن نتائجه وبيانه الختامي ,تم اللقاء وحضر فيه من حضر وحصل ما حصل وشيئ جيد ان يلتقي جنوبيين لتدارس تداعيات اللحظة من الزوايا التي ينظرون منها للواقع والاحداث , عدد كبير من القيادات الجنوبية الهامة شاركة فيه وعدة له عدتها , وتحت شعار ( القضية الجنوبية في سياق ثورة التغيير اليمنية ) بهذا المعنى أنعقد.. ولمعرفتنا مسبقا بتوجهات من دعا اليه فلم يكن مفاجئ لنا مضمون مخرجاته وبيانه الختامي وتوجهاته العملية القادمة على ضوء الرؤية المتفق عليها , ولأني أعتقدت أهمية للحدث فلم أنظر فيه النتائج ولا التوجهات وآثارها بل نظرت فيه الحدث ذاته وتوقيته في سياقاته العامة وما أحدث من أصداء جعلتنا متفاعلين ومشدودين , تحرك من هذا القبيل بعد أربعه أعوام من الفراغ كان ضرورة مفيدة لقضيتنا الوطنية من نواحي عده أبرزها إحداث حالة فرز حقيقية في المواقف والتوجهات بصف قيادات الحراك والنخبة الجنوبية السياسية داخليا وخارجيا ..

كان الحدث حالة بيضاء لونها ما كان لها أن تكون لولا هذا اللقاء الفيدرالي , التسليم باهميته ايضا يندرج ضمن الإلتقاء الوطني للجنوبيين مع بعضهم بأمور منسجمة مع مقتضيات المرحلة بالوان لا بد من التعاطي معها والقبول بها ضمن إطار ما يسمى بتبادل الادوار وحرية الراي والفكر والإعتقاد والقراءات والخ , نتفق معها مرغمين لاننا نرى في عمقها مصلحة قضيتنا العليا والحقيقية , نقبل بشرط أن لا تتجاوز ولا تتعدى اجتهادات الجماعات والافراد ثوابت الشعب الجنوبي كأرادة واضحة تبحث عن وطن حر مستقل لا غبار عليها..

لقناعاتي واعتقاداتي الشخصية لم أبارك مخرجات اللقاء لانها من منظوري الشخصي لأنها لم ترتقي إلى حجم المتوقع بحجم اللحظة التاريخية التي نعيشها وما كان يفترض أن يتبلور وفي السياق الوطني أقبل بها لأصحابها كما اشرت سلفا , عدد المشاركين كبير ومن طبقات سياسية وفكرية مختلفة أجتمع فيها الشباب والشيبان المنتمين لكل حقب الدولة الجنوبية بطبقاتها المتصارعة منذو ما بعد الإستقلال الاول واغلبهم مشردين لعقود , لم نبارك لاننا مع الشعار الواضح الصريح الذي قدم شعبنا تحت رايته وسقفه ما يقارب 1000 شهيد من خيرت الرجال خلال اربعه اعوام وآلاف الجرحى والمعتقلين .. لم نبارك ولن لأن طريق شعب الجنوب طريق معمد بالدم والجماجم واضحى خيار وحيد للملايين من ابناء الجنوب في سبيل إستعادة وطنهم ودولتهم وحريتهم .. وبدون مباركتنا لا بد أن يبقى الجنوبيين جميعهم تحت سقف واحد وشعار واحد وأمل واحد هو الجنوب والحوار والمستقبل ..لم ولن نبارك لأن شعبنا لم يطلب يوماً أي شكل من أشكال الوحدة مع العربية اليمنية .. وهل سمع أو شاهد العطاس أو علي ناصر مسيرة واحدة خلال اربع سنوات في الجنوب تطالب بالفيدرالية مع دولة الشمال ؟؟!!

لن أخوض في الكثير من الكلام الإنشائي المكرر دائماً ويكفي أن نقول لمن كان مشارك في لقاء القاهرة ومن يؤيده أتقوا الله في شعب الجنوب وكونوا لما اردتم وعلى الراس والعين من فوق ,انكم ابائنا وأخواننا ولطالما والفيدرالية قناعتكم وخياركم بمقياس قدراتكم فعلى بركة الله أمضوا بها إلى طاولات الحلول والبحث في مطابخ وغرف الخليج العربي وإلى اينما تصنع السياسات الدولية فصولها وجربوا ولن يقف في طريقكم أحد , فقط أطالبكم بأن تلتزموا حدود التعاطي المسؤل مع الاوضاع والاحداث والمعطيات الخطيرة التي يعيشها الجنوب ومحيطه العربي وأن تمضوا في سبيلكم بادراك تبعات كل خطوة وكل فعل وكل كلمة على الارض الجنوبية إن اردتم الحركة على ترابها , فالعصر عصر الشعوب والقرار قرارها وهي السيد على التراب وإلى تحت السماء في كل انحاء الوطن العربي من المشرق إلى المغرب ولن يكون شعب الجنوب إستثناء ابداً ,, لا وصاية على إرادات الشعوب , لا فرض عليها , لا صوت يعلو على صوتها , لا خيار غير الإنتصار لرغبتها ,هذه حدود إلتقائنا الوطني معكم فأحفظوها ولا تعدوها ولا نحن ..

شعبنا نعم محاصر ومخنوق وسليب ولكنه متشبع الإرادة والرغبة في المضي نحو مستقبل حر كريم مهما كانت المصاعب وحرا كه السلمي الذي عاني ولا يزال فرضيات وقهر وسحق وبطش قوى الإحتلال نناديكم بحق الاخاء وبحق الدم الجنوبي الطاهر الذي سال ولا يزال يسيل على ارضنا إلى إحترام قناعاته والإبتعاد عن مصادمتها مهما كان تفكيركم السياسي الذكي والعميق كما يوصفكم مؤيدوكم وانصاركم القليلين جداً , وشيئ جميل علمنا بأن الرئيس المناضل علي ناصر محمد قدم في كلمته بلقاء القاهرة الاخير اعتذارً رسمياً لشعب الجنوب وأسر ضحايا حرب 86م ,وقد أكد بحسب مصادر موثوقة مسؤليته التاريخية عنها ونتائجها , مع ذلك الاجدر به اليوم الإبتعاد عن إيقاد فتيل مأساه جنوبية جنوبية اخرى جديدة عنوانها ( الفيدرالية ) !!!

ولأجل الوصول لغايات هذا الشعب العظيم أمامه خيار اجباري ووحيد وهو خيار العمل المنظم سلمي وثوري , والمطلوب لذلك إعادة صياغة حقيقية للمشروع الوطني الجنوبي مع إستيعاب كل متطلباته التكتيكية والإستراتيجية من النواحي العملية ميدانيا وسياسيا وإعلاميا وما لكل ذلك من غطاء مالي باليات وادوات وقدرات لا بد من توفيرها , وعلى القائد االرئيس علي سالم البيض بأن يدرك تماما بأن المسؤلية المباشرة للتحرك في إنجاز هذا الواجب تقع على عاتقه وعليه تحملها امام الشعب والتاريخ بكل شجاعة وأن لم يستطع فعليه إفساح الموقع لغيره من الكفاءات اليوم قبل الغد لأن كل لحظة تمر تصنع حدث عظيم وتفوت مع مضيه فرص عظيمة ! وكذلك قادة الميدان أن لم يرتقوا في الاداء فليتركوا القيادة لمن هو أهلاً لها بعد أن عجزوا وفشلوا, كما يجب على الرئيس أن يعي بأن قناعة ما يقارب أكثر من 70% ممن ذهبوا للقاهرة للمشاركة في اللقاء الفيدرالي الاخير كانت لاسباب أبرزها استشعارهم بانه فعلياً قد أخفق وتعثر كثيراً باتجاه أنجاز متطلبات القضية الجنوبية سياسياً واعلامياً وغيرها خلال السنوات الماضية ..

ما دفعني وأجبرني لكتابة هذا المقال البسيط هو خبر الشعيب اليوم .. فلولا لطف الله لحدثت مجزرة حقيقية بين ابناء الشعيب واليكم ملخص الخبر :
صباح هذا اليوم السبت 14 مايو 2011م أفشل ابناء الشعيب مساعي بعض الشخصيات التابعة لحزب الإصلاح اليمني لإقامة مهرجان كان يتم التحضير له منذو ايام بحسب المصادر..وقد حدثت مشادات ومواجهات وكان الاغلبية اثناء ذلك مسلحين من الجانبين , تمكن بعدها شباب الحراك من إخراج الاصلاحيون بالقوة من ساحة الحرية ..

المهرجان الذي تم أفشاله اليوم بحسب معلومات نشطاء الحراك في الضالع كان بمثابة التدشين الميداني لمخرجات لقاء القاهرة الاخير الذي تضمن خطة سرية لم تكشف بعد للبدأ في التحرك لهذا الغرض على ارض الجنوب لحرف مسار الثورة التحررية الجنوبية لشعبنا المناضل , وذلك من خلال رفع مطلب ( الفدرالية ) كحل لقضية ابناء الجنوب بدلاً عن مطالب الإستقلال والتحرير وإستعادة الدولة وهو الشعار المعروف عالمياً للحراك السلمي الشعبي الجنوبي , فشل مهرجان الإصلاحيين بالشعيب اليوم ولكن خطط التدشين في مناطق أخرى لا تزال قائمة , فمن يوقف عبثها المخيف ؟!!انها الفتنة بكل ما تعني الكلمة من معنى فاليوم الشعيب وغداً في الضالع وعدن والخ .. المغامرة في الإقدام على عمل كهذا تعني الصدام والمواجهات بين ابناء الجنوب وإذا ما حصل فسنكون قد حققنا لحميد الأحمر وعبدالمجيد الزنداني ما عجز عن تحقيقة فينا وبين أوساطنا علي عبدالله صالح طوال اربعه اعوام بل عشرين عام ..

فالحذر الحذر يا ابناء الجنوب من التمادي في إيذاء مشاعر شعب الجنوب لأنها متأججة وبركانية ,,, والله من وراء القصد , والحمد لله رب العالمين .