• حضرموت ..... والغيبوبة التامة - مقالات - الأخبار : المكلا أونلاين

• حضرموت ..... والغيبوبة التامة - مقالات - الأخبار : المكلا أونلاين
بقلم : الأستاذ / أكرم أحمد باشكيل


على وقع دوي انفجار قوي هز أركان مبنى الغرفة التجارية المكون من خمسة طوابق صحا أبناء حضرموت المجتمعون في قاعته بالطابق العلوي من هذا المبنى يوم الثلاثاء 22 / 3 / 2011 م وهم مايزيد على مائة وخمسون شخصية جمعت اطياف العمل السياسي والاجتماعي والثقافي والإعلامي والديني جاءوا متداعين لمناقشة اوضاع حضرموت في ظل ماتشهد الساحة على بعد وقرب جغرافيتها من احداث ربما يفضي في قادمات الأيام إلى ماهو أخطر من المتوقع حيث ان الاجتماع وأن كان قد حدد موعده من قبل تداعيات احداث الثلاث الأيام الأخيرة قبيل انعقاده الا أنه جاء الاجتماع في يوم من احلك ايام تاريخ حضرموت وهي تخطف للمرة الثالثة في تاريخها ضمن صراع مرير على السلطة وهي لا ناقة لها ولا جمل فيما يجري فقد صحت على سيطرة الجيش على مفاصل كل جغرافيتها ... في ظل هذه الأجواء بدأ الأجتماع والمكلا تعيش حالة شلل تام في حياتها العامة فكل شي فيها توحي لك بأن الأمور غير طبيعية بالمطلق .

كان التوتر بكل ماتحمله الأوضاع في الشارع هي المسيطرة والمخيمة على أجواء الإجتماع , الأصوات المرتفعة و المنذرة بالأختلاف بدءاً هي ماترسم معالم لهذه الصورة لهذا الأنعقاد بدءاً وختاماً , لكن ماجعل دوران العجلة تدور برغم كل تلك الاصوات العالية هو صوت الأنفجار المدوي ليسكت الجميع ويخلق في دواخلهم هزة عنيفة مساوية لها من خطورة مايخطط لحضرموت وأستهدافها بأستهداف هذا الإجتماع فكان للعقلاء ما ارادوا حيث هدات القاعة بكل ماحملته من صدى الأنفجار وتبدلات المواقف للحاضرين لحظتها .. فبدأت عجلة الأجتماع الذي اتفق من خلاله على أن يتم تسميته من خلال اعضاعه الحاضرين كهيئة عمومية (( مجلس حضرموت الأعلي )) على أن يكون الهدف الأساسي منه في ظل الظروف الأستثنائية هو حماية حضرموت أمنها ومقدراتها في هذا الظرف العصيب الذي لايختلف عليه إثنان من حيث الحاجة الملحة لفعله .. لكن مع كل ذلك نجد ان أهم الملاحظات التي تبدو صورتها واضحة المعالم في هذا الحشد هي :-

1 – أن الوجوه بشخوصها في مراحل ما قبل ومابعد تتكرر بذاتها مما يوحي لك بأن حضرموت عقمت ولم تنجب غير هذه الوجوه التي كنا نأمل منها قبل غيرها من ان تعطي الفرصة لغيرها بعد كل هذا الحصاد المر من تاريخ حضرموت في الخمسين سنه الماضية على أقل تقدير .

2 – غياب كثير من الشخصيات الفاعلة وذات الوزن القبلي والأجتماعي والثقافي والأكاديمي من مشهد يحتاج منا إلى خبراتهم وتجاربهم العملية والعلمية وليست السياسية التي ربما تأتي ومعها خلافاتها المتعفنة في بركة الصراع المقيت على إدارة عجلة الأمور .. وهذا ما لمسناه فعلاً لحظة إدارة الأجتماع .

3 – صورة شباب حضرموت جاءت في هذا الأجتماع مبتسرة وغير كاملة وواضحة المعالم برغم من ان الشباب هم من يتصدر المشهد العام في عموم الوطن العربي .. فكان ينبغي للجنة التحضيرية ان تكون مدركة لهذا الاّمر بشكل مهم .. مما يعطيهم حرية اتخاذ قرارهم بمصيرهم .. كما نعطيهم نحن خبرتنا لهم فقط ولهم حق الأختيار في تحديد معالم مستقبلهم الذي يصنعونه ويرسمونه في ميادين التغيير .. !!

في ظل هذه الملاحظات بدأ المشهد طبيعياً في الأجتماع ملغماً وقابل للأنفضاض في اي لحظة وكنت من الحضور الذين وضعوا ايديهم على قلوبهم خوفاً من الفشل الذي كان قاب قوسين أو ادنى منه في أي لحظة ..

في ظل تلك العتمة انفتحت كوة جاء معها الأمل تحت حاجة الجميع الملحة في ضرورة ترتيب الأوضاع في ظل هذه الظروف وكان لكلمة المقدم محمد سعيد الجريري بداية لخروج المجتمعين من حالة الغيبوبة التي إستمرائها أبناء حضرموت على مدى نصف قرن من الزمن فيها حيث كانت الكلمة ذات البعد والإتكاء التاريخي في تجاذبات الأحداث التي شهدتها المنطقة وحضرموت بالذات .. وهي مدعاة لاخذ صورة عامة وربما قراءة لما حملته هذه الشخصيات في الأجتماع , وقد قاربت على الأربعين من بين الحضور, كان في عموم حديثها مبعث للرثاء لما وصل إليه الحال لدينا وما حملته عقولنا نحن الحضارم من تصورات قاصرة وبأئسة في اتجاه مايحدث اليوم من متغيرات على الساحة مما يجعلنا نستخلص منها الاًتي :-

1 - غياب الرؤية الواضحة فضلاً عن إستراتيجيات العمل بأتجاه مايمكن فعله نحن الحضارم في هذه المعمعه وما يفضي إليه من مشكلات قادمة تجعلنا ان نكون أو لا نكون وهو ماحذر له المقدم الجريري من ان هذه اللحظة التاريخية ضياعها خمسين سنة اًخرى من عمر حضرموت وتاريخها .. وهو الإستثناء في جميع من طرح في هذه القراءة .

2 – عدم إمتلاكنا القراءة المتأنية الصحيحة لواقع ماجرى وما يجري الاّن من صراع وفهم اللعبة وكيفية التعامل معها وفق لغة وقواعد ثابتة ومرنة تنطلق من استعادة حقنا في الوجود وفرض إرادتنا طالما أن الصراع قائم بحد ذاته على قاعدة فرض إرادات بالمطلق .

3 – إستغراقنا المفرط في نوبة الخلافات السياسية والدينية في أطرها العامة والخاصة وأنحيازها لمشاريع رهانها الخارجي وولائها له مما يجعل من حالتنا هذه أقرب للتشرذم والأختلاف منه للتوحد والإئتلاف وهو مايفضي لما سمعناه من نقاشات حاده في هذا الأجتماع خرجت حتى عن اّدب الحوار وفقه الإختلاف وأذكى عصبيات بمزاج حاد متوتر لايعطي مؤشر طيب على وحدة الصف والجماعة وهو مبعث خوف ينم على استمرارية هذه الحالة من الغيبوبة للعقل الحضرمي الذي مازالت تتشيده للأسف الشديد فينقاد دون وعي وتفكير لما يخطط له سلباً بأتجاه تشرذمه وأجمالاً فأن ماشهدته حضرموت بالذات من فجر الأثنين إلى يوم الثلاثاء 21 – 22 / مارس / 2011 م على ساحات مفاصلها الأقتصادية والأمنية يعطي للعادي فضلاً عن القارئ الحصيف بروفة لقادمات الأيام في قراءة متأنية لهذه ( البقرة الحلوب ) كما يحلو لبعضهم تسميتها في أطار صراع الأرادات والنفوذ والهيمنة على خيرات البلاد والعباد .

إذن فأن الخشية ليست ممايحدث الاّن بقدر ماهي من تصوراتنا نحن أبناء حضرموت لما يحدث وماذا نريد وكيف نتعامل مع مايحدث ..!!

فالتفكير الصحيح في رسم معالم واقعنا القادم بكل مايحدث من اعتمالات في الواقع هوالأهم .. ادراكاً بحجم من يساهم بثقله الاّن في تحديد مصيره بغض النظر اختلفنا أو اتفقنا ان نكون ضمن أي من الدوائر .. لكننا يجب أن نكون موحدين على رويتنا عن وجود الحضارم ضمن هذه الدوائر بصغرها أو كبرها .. فالمشاريع القادمة متعددة بتنوع واختلاف المشهد العام من الصراع ..

ولكي لانثبط الهمم فأن القائمين على الدعوة لهذا الإجتماع يشكرون على جهدهم في سبيل جمع الكلمة وتوحيد الصف والتقاء هؤلاء على أمن وسلامة حضرموت وقد افضوا من أجتماعهم هذا بتشكيل لجان لهذا الغرض نأمل منها أن تكون محل ثقة الجميع وأن توفق في مهامها الاّنية في هذا الظرف العصيب .. لكن هذا ليس سقف الطموحات التي نأملها من قادة الرأي والفكر والعلم في هذا المجتمع الحضرمي المدني بأمتياز واّملنا في أن نخرج جميعاً من شرنقة هذه الغيبوبة التامة التي وقعت فيها منذ أمد .. فماحولكم من حواضر في عدن وتعز وغيرها يشكل قادتها اليوم معالم مستقبل أجيالهم القادمة .. فهل وعينا نحن ادوارنا الحقيقية في مثل هذه الظروف أم لازلنا تتقادفنا رياح التغيير يمنة وشمالاً ولا نصحى الا مع وقع ارتطام رؤوسنا على حجر اّخر .. وحينها نعود إلى سيرتنا الأولى ..!!
الأستاذ : أكرم أحمد باشكيل
الاربعاء 23 / مارس / 2011 م
تقييم: 0.00 (0 أصوات) - قيم هذا الخبر -