سؤال للبيض والعطاس -- بعد ان كثرت هذه الأيام التجاذبات السياسية و الخلافات بين أطراف الحراك الجنوبي

كثرت هذه الأيام التجاذبات السياسية و الخلافات بين أطراف الحراك الجنوبي بالداخل و الخارج , و الذي يقول غير هذا فأنا اعتبره خارج نطاق التغطية.
مؤتمر القاهرة الأول انعقد و أخذ معه مجموعه من قيادات الحراك في الداخل و الخارج , و لديه مشروع يسوقه. ومؤتمر بروكسل كذالك انعقد و وضع مشروعه ، ولكنه ربط كل الخيارات والمشاريع وجعل كلمة الفصل بيد الشعب الجنوبي.
وألان يحظَّر لمؤتمر القاهرة الثاني ولا زال مصرٌّ على مشروعه الأول , و دعي إليه كوادر وقيادات من الداخل لإخراجه وكأنَّ الكل مجمع عليه في الداخل و الخارج. و كم كنت أتمنى أن يتم حوار بين من عقدوا مؤتمر القاهرة الأول ومؤتمر بروكسل , و أن يشكِّلوا لجان سياسيه وقانونيه حول كيفية الخروج بمشروع يلبي طموحات الشعب الجنوبي بعيداً عن التخوين والإصرار و التمترس كلاً خلف مشروعه.
هل تعلمون أن هناك شعب في الجنوب يرفع شعارات يعبّر بها عن تطلعاته وآماله !! و يقدم من اجلها التضحيات والشهداء من فتره إلى أخرى , ألا يستحق هذا الشعب أن يقول كلمته التي صودرت منه منذ عقود خلت !!
وأنا كمراقب سياسي للأحداث , و أحد أبناء الجنوب أرى أن نتفق على كلمة سوا فيما بيننا وبعد ذلك نذهب إلى ما نريد أن نحققه لصالح الشعب الجنوبي وتطلعاته .
نحن نقدم المبادرات وكأنَّ الأطراف الأخرى سلطه ومعارضه سوف يوافقون على ما نطالب به , وهذا مستحيل . السلطة تقول لا للانفصال بالفم المليان , والمعارضة و كما قلت في مقال سابق على استعداد لترك ساحات التغير والدفاع عن الوحدة , و أيضا الدول الإقليمية و الاتحاد الأوربي و أمريكا مع وحدة اليمن واستقراره ، إذاً لماذا ولمن نسوق هذه المشاريع ؟؟ من طلب منا ذلك ؟؟ و ماهي الضمانات إذا كان هناك من يريد حل القضية الجنوبية بمشروعه الذي قدمه؟؟
وعليه أقول لماذا لا نجلب السلطة والمعارضة إلى طاولة المفاوضات قصراً , و نفاوضهم نداً لند بضغط الشارع الجنوبي ونستشرف منهم هل هم على استعداد لحل القضية بما يقتضيه الشعب الجنوبي أم هي مناورات سياسيه , وهذا ما اعتقده يقيناً ، لماذا ؟؟ لأنه إلى حد الآن لم اسمع أي تصريح رسمي من قيادي في الدولة أو المعارضة حول حل القضية بخيار الشعب الجنوبي . نعم هناك تصريحات فرديه ولقاءات مع بعض قيادات في أحزاب اللقاء المشترك بصفتهم الشخصية وليس الرسمية , و هذه اللقاءات لات قدم ولا تأخر.
وعليه فإنني لازلت مصر على النقاط الخمس في مقالي السابق حول حل القضية الجنوبية ما لم يأتي احد بأفضل منهن.
وفي نهاية مقالي هذا أريد أن أوجه سؤال للسيد علي سالم البيض ما هو المشروع البديل في حال تم رفض مشروعك فيما لو جلست السلطة والمعارضة إلى طاولة الحوار ؟ والسؤال نفسه أوجه للسيد حيدر العطاس ماهي إجابتكم أم بعد فترة تخرجوا علينا وتقولوا خُدعنا .
إخواني الأعزاء قيادات الحراك الجنوبي بالداخل والخارج أرجوكم وأتوسل إليكم لا تراهنوا على سلطة ومعارضة فاسدة بل راهنو على شعبكم الجنوبي الأبي الذي لم ولن يُخدع مرةً أخرى , وسترون منه ما تقر به أعينكم , فقط أعطوه فرصة واحدة لا غير و امشوا خلفه هذه المرة وستذكرون كلامي .
وكل عام وأنتم بخير

أبو عمر اليافعي